موقع نفت آرا التحليلي الإخباري- قال رئيس لجنة الطاقة في غرفة التجارة الإيرانية إن حقول الغاز المشتركة ستتعرض للنهب بسبب عدم الاستثمار في الوقت المناسب وعدم استخراج مواردها من قبل إيران.
وتحدث آرش نجفي، في مقابلة مع وكالة
إيلنا، عن نقص الغاز والأضرار التي يسببها لآبار النفط: لم تكن لدينا خطة واستراتيجية محكمة في السنوات الماضية، والاستثمارات التي كان يجب أن تحدث في فترة ما قمنا بإيقافها وإلغائها. واليوم نحن نواجه ثلاث مشاكل خطيرة. عجز الغاز المنزلي الذي يضر بالصناعة والذي يتزايد بمرور الوقت، بدرجة أن عجز في الغاز في إيران كان قبل عامين أقل من 200 مليون متر مكعب واليوم وصل إلى أكثر من 250 مليون متر مكعب. والسبب في ذلك هو سوء الإدارة وعدم اتخاذ إجراءات عاجلة بشأن تحسين استهلاك الطاقة والوقود في البلاد.
وأضاف: يزيد عدم ترشيد الطاقة واستهلاك الغاز بكميات كبير من التحديات أمام صناعات البلاد الاستراتيجية، بالأخص البتروكيماوية والصلب والأسمنت، التي تحتاج لكميات وفيرة من الغاز.
وأكمل: تعتبر المنتجات التي تنتجها هذه الصناعات سلع إستراتيجية وتصديرية لإيران، وعجز الغاز يسبب في إحداث خلل فيها ويمنع من دخول النقد الأجنبي وكسب الأرباح وتقوية اقتصاد البلاد.
وقال رئيس لجنة الطاقة في غرفة التجارة الإيرانية: بالإضافة إلى هذا، فإن حقول الغاز المشتركة معرضة للاختلاس من قبل قطر بسبب عدم الاستثمار في الوقت المناسب وعدم استخراج مواردها من قبل إيران. والأهم من هذا كله أن نقص إمدادات الغاز للضغط على مكامن النفط قد تفرز العديد من التحديات أمام استخراج النفط، وكل ذلك نابع من أننا لم تكن لدينا خطط محكمة، ولم نتمكن من جذب الاستثمار المناسب، ولا أن محاور التخطيط لدينا مناسبة.
وواصل نجفي: على سبيل المثال، تم اقتراح استثمار 6 مليارات دولار لاستبدال المدافئ الجديدة والمتهالكة أو 7 مليارات دولار للاستثمار في ترشيد استهلاك البلاد من الغاز في القطاع المنزلي ومحطات الطاقة الحرارية، لكن حتى الآن لم يتم اتخاذ أي إجراء مهم في هذه المجالات، فالحديث عن ضرورة استقطاب 80 مليار دولار من رؤوس الأموال لتطوير حقول الغاز يدل على أننا لا نتطلع إلى خفض الاستهلاك وليس لدينا استراتيجية لخفض الاستهلاك بل نبحث فقط عن المزيد من الإنتاج.
وأكد نجفي أنه لا يعارض زيادة الإنتاج، لا سيما أنه يساهم في تحسين الصناعة والتواجد أكثر في الأسواق العالمية، غير أنه قال: ما فائدة القضاء على الثروة الوطنية باللاوعي والخطأ، وإنفاق الأموال فقط من أجل المزيد من الإنتاج واستمرار عمليات الاستهلاك، ألا يتوجب علينا إدارة هذا الاستهلاك قبل كل شيء؟
وشدد المسؤول الإيراني: إذا لم تنظر وزارة النفط إلى عمليتين متوازيتين كاستراتيجية لها، فسوف نتكبد خسائر في كل خطوة نقوم بها. فلو أنفقنا سدس حجم الاستثمار للإنتاج في مجال الادخار؛ بالتأكيد سيكون لدينا إنجازات أكبر. أي أنه بدلاً من استثمار 80 مليار دولار لمزيد من الإنتاج، سننفق 14 مليار دولار للتوفير، وسيكون لدينا نفس الكمية من الغاز المتاحة.
وأضاف: إذا تم استبدال 20 مليون مدفأة موجودة في البلاد حسب تقديرات شركة تحسين استهلاك الوقود، سيتم توفير ما يقرب من 180 مليون متر مكعب من الغاز خلال المواسم الباردة.
وقال في الختام: إن الخسائر التي تنتج عن نقص الغاز ستصل إلى حد أننا إذا لم نحقن الغاز في المكامن فإن بعض الآبار ستخرج عن الخدمة، ونتيجة لذلك سيتعرض الاقتصاد النفطي للبلاد لخسارة كبيرة.
انتهي/.